الأربعاء، 14 ديسمبر 2011

على هدي الضرير

عَجبتُ لــمِقــْـــوَل ٍ ولذا الحديث ِ = به ظهر السمينُ من الغثيث ِ
فبشرانا ببشرى أي بشرى = أتتنا  بالرصين ِ من الحديث ِ
تماهى الصعبُ في يدها، فحاكت  =  ثياباً زاهياً لا بالرثيث
رأيت قصيدها فاللبُّ منه = أتى بالسي بالخطو ِ الحثيث ِ
ورثت ُ المجد َ من عهدٍ قديم ٍ = فأنعم بالمورِّث والوريث ِ
لعمرُ الله ما إرثا ً نكرنا  = وما قلنا كما قول العبيث ِ 
أغثنا الناس َ من شرق ٍ وغرب ٍ = فكنا بينهم خيرُ المغيث ِ
جدودي موقدو النيران دوما ً = وما كانت بنيران ٍ (1) نثيث ِ
- وما كانت لنار الفرس صنواً = فما كانت على الوجه ِ (2) الحنيث ِ  - 
رعاة ُ المجد ِ والرتب المعالي =يزيدُ نداهُمُ فوق الغيوث ِ
لقد غاصت بحوثي في البرايا = فما وُجد الشبيهُ بذي البحوث ِ
إلى الجبار جلـّوا كل صعب ٍ  = وجاءوا للفقير بعيش (3) ميث ِ
إذا ما أحسنوا أخفوا أسروا = وكان الشرُ بالوجه (4) النبيث ِ
وما ذا الطبع ُ خبثاً بل سماحاً = فما فيهم من الفعل الخبيث ِ
لغات الناس طراً لم تــُحصِّـلْ = حروفَ الضاد ِ  أو خطبَ (5) البُعيث ِ
وكانوا  إن سألتهمُ بمال ٍ = أجابوا .. لا  بأيّان ٍ و حيث ِ
فمنهم من تـخــطَّــى كلَّ قِطر ٍ = يـَخيبُ مُقارنٌ له ُ (6) بالفــَريث ِ
لقد ملكوا الدنا بقليل ِ مِلك ٍ  = بسيفٍ من على حُصُن ٍ وعيث ِ  
فصارت كالحسان ِ مُزينات ٌ = مُحلاة ٌ كإمرأة ٍ (7) رعيث ِ
وأمستْ كالرياض مجلببات ٌ = بغصْن ِ الورد والشجر (8) الأثيث ِ
تــَـثـمَّن َ كلُّ شيء ٍ في ذرَاهُمْ = من الذهب ِ الثمين إلى (9) الكثيث ِ
مكثنا في ديار المجد ِ دهراً = فيا حُسن المُقام ِ وذا المكوث ِ
هـُـمُ ساروا بهذي الأرضِ جمعاً = وما كان التجمعُ  (10) بالشعيث ِ
لقد لَو َّوْا رؤوس القهر حتى = وصَفــها الناس بالرأس (11) الضبيث ِ
هُمُ العَربُ السواري للمعالي = عليها نبّثوا كلَّ النبيث ِ
كذا الأقوام إن عاشت كراما ً = وبعد الموت تــُحمدُ  (12) بالجديث ِ     
" كذا قولُ البصير ، و فخرُ قولي = على هدي الضرير مشـى غثيثـي "

الثلاثاء، 13 ديسمبر 2011

أحمد الشحات شكرًا

إن تسلق الشاب المصري الشجاع ـ أحمد الشحات ـ فوق سفارة الكيان الصهيوني ونزعه علمه ووضع علم مصر وسط دهشة المتظاهرين ذكرنا برفع العلم المصري فوق أرض سيناء إن ذلك من دواعي الفخر والعزة فلله بلاء شعوبنا العربية في مصر وليبيا - وشعبها العظيم الذي تحدى وقاتل - واليمن وسورية، ألا إن هذه الجماهير العظيمة العربية حق لها أن تزحف إلى أهلنا في فلسطين لرفع الظلم عنهم وسنرى أن هذا الكيان أسهل بكثير مما كنا نتصور إن مشهد هذا الشاب المصري "أحمد الشحات" جعلني أترنم فكان ما كان :

اسمعوا هذا الزئير
اطردوا هيا السفيرْ


ما به شيءٌ كبيرٌ
لا ولا حتى صغير

اسمعوا أبناء شعبي
اطردوا هذا الحقير

إنه جاسوس قوم
ليس حرًا أو وقور


مُضمرٌ وجها قبيحا
مـظهرٌ وجهَ السرور


ثعلبٌ بل زاد عنه
منه تأتينا الشرور


"كذبة كبرى رئيلٌ"(*)
راح يدميها الغرور


"أحمد الشحات" شكرا
أنت مِصْريٌ كبير


سلمت يداك حقا
أنت والله أمير


مثل سيناءَ رفعتم
علما حرا منير

ها رفعنا أمسَ أخرى
فتعالى كلُّ نور


بوركتْ أفعال شعبي
شعبنا حقا قدير


شعبنا حرٌ ودوما
هو يصنع المصير


قد تسابقنا قديما
فسمونا بالعصور


وحديثا ها تعالى
مجدنا فوق الدهور


لم تر الشمس شعوبا
مثل شعبي أو تنير


غاديات الحُسن ليلا
فوقهنْ مصرٌ تسير


والضحى والنور صُنوٌ
لبلادي والعبير


تأنس الأقمار فيها
والبحار والطيور

ربوة الأسحار تزهو
في علاها والزهور


كلما ضاقت علينا
تتوسع الصدور


خبروني يا رفاقي
أين من شعبي الجدير؟


صيّر الدنيا ... بلادي
فبها الدنيا تدور


أيّ خُلدٍ قال " شوقي "؟!
وطني خـلدٌ مثير


وطني أهديك نفسي
إنها شيءٌ يسير


نادِني تلقى مجيبا
حاملا حب القبور


يا "رَئيلُ" ها قدمنا
سوف نأتي ونـُغير


أسَدُ العُرب تجلـَّى
فالزمي هيا الخُدور


أرضُ إخوانيَ أرضي
ولهم نسعى نـُجير


يأملون النصر فينا
وطني نعم النصير


ما خذلنا العُرب يوما
دعكَ من قول ضرير


بعد نصر كان سلمٌ
دعك من إفكٍ وزور


يا رفاقي خبروني
هل سوانا من مُجير؟


يكتب التاريخ أنـَّـا
للأشقاء النصير


ليس بالمنة فينا
حكمة الله الكبير






(*)اقتباس من قصيدتي "كذبة كبرى رئيل"







لواحدٍ وعشرين يوما خلوْن من شهر رمضان المعظم
لعام ألف وأربعمئة واثنين وثلاثين من الهجرة العطرة

أين النصير


أين النصير




أين الأحبة ُوالهدايا والزهور
أين ابتسام الفجر والدنيا التي رهن الإشارةِ
من يديك تجدُّ في حالِ المسير
أين الذين صحبتـَهم وسقيتهم من ماء عينك أينهم ؟
أتـُرى نسوك أم استقاموا خشية ً من سطوة
أزّتْ بصدر المستجير
حِمْلٌ ثقيلٌ فوق رأسِك أنت مـَـن قد هِلتـهُ
فاقبلْ صنيعـَـك لا تئـِـنَّ ولا تثور
زأرتْ أسودُ بلادنا فلنعم ما كان الزئير
آهٍ لوَ انَّ لك الزئير ... خوفاً وحباً نـُصرة ً ...
من خلف ظهركِ يهتفون:
أيا رئيسُ إليك نهدي روحنا،
سـرْ يا رئيسُ زهيدة ٌ لك فدية هذي النحور
سر يا رئيسُ ملبيًا أملَ الشعوب محلقــًا للمجد للتاريخ للأمل المنير
سر يا رئيس بلادنا ...
بل يا رئيسَ بلاد عـُرْب ٍ تأملنَّ من القيادةِ كلَّ أمـر ٍ يَجْـلبنَّ لها السرور
خيبتَ آمالاً لآمال ٍ بنفسكَ
ما غنتك
وما هدَتـْـك
وما أفادتْ لحظة الأمل الكبير
أملِ الشعوب
قـُلدتَ أزهار العلا
وعلى ربوعك أسْكن العيشُ النضير
أوَ ما غناك العرش في سعدٍ ونور
في كل عصر ٍ يضرب الله العظيم حكاية ً
فلعل أصحاب الهوى يتذكرون
ويعلمون اللهَ ممهل من يرى في الله إهمالاً
وما الإهمال في شرع الذي خلق العوالم شِرعة ً أبدا
أأنت تؤمن أن شرع الله فيه من الثغور؟
قطع اللسانُ إذا ترنم بالذي من شائنات الإنس في الله العظيم
الخالق الأكوانِ مَن ذلـّـتْ له عبر الدهور طغاته
وبه ومنه إليه تـُرْتـجعُ الأمور
لله ما في أرضنا وسمائنا
وجميعنا لله نحيا ما لنا قول ولا فعل بدائرة ٍ تدور
يا من تعز ومن تذل ومن إذا طغت الطغاة وظنت الدنيا لها
تجد الطغاة ظنونها مثل السراب
وما بمدركةٍ له مَسكا
ولا في قربه تجد الذي قد صورته لها العيونُ ...
تعود تندب حظها:
يا حسرتا إني كفرت بنعمة
واللهُ لا حبا له في " كل خوان ٍ كفور"
قل للذي هان الإلهُ أأنت أوجدت الذي هو مكرمًا؟
قل للذي هان الإلهُ أطِبت نفسا يا مُهان لقيت مَـلـْكا أو أمير؟
هي لدغة ُ الأيام تـُهدى للذي ما قدر النعماء
أو صان الذي هو فيه من دنيا الحُبور

 

حديث مع الله

حديثٌ مع الله
مَرَّ عمري في عذابٍ
آهِ يا قلبي الغريبْ
كل يوم ٍ في نحيب
تلك آلام ُحبيبٍ وحياة ٍ
وبلادٍ وقريبٍ
كم أيا قلبي تـُـقـاسي
أنت في كون عجيب
كلُّ ما فيه مريب
جئتَ فيه لتعاني وتقاسي وتذوب
يا بديعَ الكون رفقا
ضاع من قلبي الحبيب

***

هذه دنيا كؤوب
حسبنا فيها عذابٌ
منه تنسانا الذنوب
فأجبني يا حسيب
منذ أن جئنا إليها والكآباتُ
صنوفٌ وضروب
يا إلهي يا إلهي
شئتَ علِّمنا الدروب
يا قناديلَ الأماني
أين نورٌ منك ِ يهوي بئر َ حُـلمي
فينيرُ حُـلـمَ طفل ٍ شاب عصرًا،
ذاك جُـرْمًٌ - يا قناديل - المشيب

***

في ظلامِ الليل أدعو
رُبَّ نور ٍ يا إلهي منك في القلب يجوب
ربِّ لا تغضبْ عليَّ
قد سئمتُ الكون َ جمْعا
لا انتصارًا في لسانٍ
لا انتصارًا في حياةٍ
لا انتصارًا في رعاةٍ
يحفظون الدار من غاز
علينا ذاهبٍ فينا يؤوب
ربِّ إن شئت أجبْـنـي
أنت للسُّـؤَّال ِ أنداءُ المجيب
ربِّ لم يبرح مُصيبٌ
كيف يأتيني مصيبْ ؟

***

ربِّ عجِّلْ بحياة ٍ نَخبُها بئسَ النخوب
فشبابي ها يولي في دُجى الحزن ِ الرهيب
إن دارًا مثل هذي الدار دارٌ كلُّ ما فيها كئيب
كلُّ ما فيها مـُريبْ
كلُّ ما فيها مَعيبْ
كل ما فيها وجيبٌ قائمٌ في الهم في القلب يجوب
يا إلهي آهِ يا أمنَ القلوب
آهِ يا طـُهرَ النفوس
آهِ يا سرَ الغيوب
هل تـُجيبَ الروحَ يا خيرَ مجيبْ

***

" يا بني أمِّي! تُرى أينَ الصّباح ُ؟
أوراءَ البحر ِ؟ أم خلفَ الوُجود ِ "
أم وراء الكون في حزن ٍ مهيب
أم وراءَ الغيب في نوم ثئيب
" قد تقضَّى العُمْرُ، والفجْرُ بعيدٌ "
ضاع في ليل ٍ وجيب ْ
وانتهت أحلامنا في منتهى الكون المَهيب
"وَطَغى الوادي بِمَشْبُوبِ النواح ِ"
وتعالت في نواحيه الندوب
"وانقَضَتْ أنشودة ُ الفَصْل السَّعيد ِ"
في سكون دون توديع الحبيب
"أين نايي؟ هل ترامتـْــه الرياحُ ؟"
أين غابي؟ أين مِحرابُ السُّجُود..؟
أتـُرى سوف يعود
وأصلي فيه ركعات ِ الخلود ِ
خبِّروا قلبي فما أقسى الجراح ِ!
كيف طارتْ نشوة ُ العيشِ الحَميد ِ !
كيف جاء بعدها عصرٌ جديبْ ؟!
يا سويعاتٍ تـَبقت في حياتي
خلصيني وتـَقـضَّي
إنني منك غضوب
لم أجدْ فيكِ نعيمًا غير ما الدمعَ السكيب
لم أجدْ فيكِ متاعًا كلُّ ما فيك ِ مريب
صدِّقيني إن تـَـقـَـضَّيت ِ تريحي
مُضغة ً من ذلك الدهر ِ العـَصيبْ
تاه قلبي في تجاعيد الدروب ...
يا رفاقي أين أكناف المنون
قد تمنيتُ احتواءً كي أريح َ النفسَ من هذا اللهيب

***

عَـجِّـلِ اللهم عجل
رُبَّ يوم ٍ خيرَ من دهر ٍ طويل ٍ
قائم ٍ فيه اللهيب
عَـجِّـل ِ اللهم عجل
كي نرى حـُسْنَ الإله ِ وبه النفسُ تطيبْ
ونلاقي الخلدَ ...
كيفَ الخلدُ؟
كيف الآل والصحب - الألى
قدموا الدين إلينا بعد آيات الفداء
وتباريح الحياة في شمال ٍ وجنوب
وشروق وغروب -
كيف نحيا في ديار واسعاتٍ و نرى النورَ وكيف الذاتُ ؟
كيف الشعرُ؟
في ماضي القلوب
عجل اللهم عجل
مثل هذا العيش ِ عيشٌ لا يطيبْ
هذه دنيا كؤوب
هذه دنيا كذوب
هذه دنيا مصيبٌ في مصيبْ
هذه سـُحق نفوس وترانيم عذاب
ومتاهات ضروب
وأسارير شحوب


2011

لا أدري أي شهر خرجت للنور

الغناء

الغناء
 
مـا للغنـاءِ تحبـه  أوطانـيتَسعى إليه ِ بأرْجُـل ٍ وبَنـان ِ
تُلقي بدرهمها لأجل ِ مليحـة  ٍتجري على "عودٍ" وجيدِ "كمان"ِ
عجبًا لأهل الدِّين ِ كيف تَنَشَّأتْفيهم هوى المزمار ِ والألحان  ِ
في كلِّ وقت ٍ قد عَلتْ ألحانُهـمْفكأنهـا آيٌ مـن الرَّحـمـن ِ
قالوا الغناء مُقَدِّمٌ سُبُـلَ الزنـىوأنا أقولُ: هو الزنى  بزمانـي
أوَليسَ يُرسلُ ما يجيشُ به الفتىمن حاجةٍ وتسـاؤل ٍ شهـوان ِ
ما أجملَ الإنشادَ في جوِّ  الصَّفَافي قَالَـبٍ مُتديـن ِ البُنيـان  ِ
هذا الغناءُ وإن تزايـدَ  مدحـهُهو في الحقيقةِ مدخلُ الشيطان ِ
قد كنتُ أهواهُ فمثلـي َ  مثلهـموالآن عقلي في رُبى القـرآن ِ
ما أجمل القرآن َ في عبق  الدناوالريـحُ تحملـهُ إلـى الآذان ِ
فإذا القلوبُ سعيدة ٌ يحيـا بهـانبضُ الحياةِ وبهجة ُ الأزمـان ِ
إن شئتَ إطرابًا فإطـرابٌ بـهسيذوق قلبك نشـوة َ الإيمـان ِ
فيه الحلاوة ُ والطلاوة ُ  والهُدىفيه شذى الأزهار ِ والريحان  ِ
شهدتْ به الجنُ التي قد  أسلمتْوتعجبت ْ من حِكمـة المَنَّـان ِ
فيه الوقاية من حسود ٍ أو هوًىيُفضي إليك لعالـم الخسـران ِ
:" إقرأ ورتلْ " يا مرتلُ هاهنـافي جنة ٍ في نُضرة الأغصان  ِ
دعني وشأنك، ما الذي تلقاه  إذتتمايسُ الألحـانُ بالأذهـان ِ؟
هي نشوة ٌ أم مَهرَبٌ من واقع ٍ؟هي مهربٌ من قسوة الأزمان  ِ
الصبرُ ألطفُ مهربٍ فارْكنْ  بهما اثنانُ فيه ِ عليه ِ يختلفـان  ِ
هذا كلامٌ جامُ فكـري صاغـهلي ما رأيتُ وما ارتأى وجداني
إن شئتَ يا هذا فخذ ْما تبتغـيأو لمْ تَشأ ْ ضعهُ لدى الحُسبان ِ

رزان ... ثورة صدر أحرجته تقاليده العربية المحافظة

رزان ...



أرزانُ مفتعلن ... (1) نضَبْ ؟
كي تبعُدي ما للعَرَبْ !
تـَبَّـتْ يداكِ ومن رعاها تـَـبَّ تـَـب
فـَلظِفـرُ جارية ٍ أعفت نفسها
عند الشريف بألف وجه ٍ منك يا قاعَ الرتب
إني بريْبٍ أن تكون عروبة ٌ قد أخرجتكِ بدارها
إن الأعارب للأعاجم كالسيوف الشامخات
مقيمةٍ في ثوب عز آمرات ناهرات
كم يمين ٍ من عروبتنا أقامت
في جَـنى شقرائهن وكم يمين ٍ أتْرِعَتْ
باتت تـُدللُ من سَـكـَـب
هَبْكِ (*) كما قالت جموع ٌ: نجمة ٌ ...
فبأي حق ٍ للنجوم تغور في وحل المعرَّة
والدناءة مبعداتٍ للأدب
أين السبب ؟
هَبكِ هنالك من سبب ...
فجميعنا شبقُ المسائل ِ فيه يحيا
كالهشيم يُذوِّبُ النيرانَ فيه
فينطفي فيه السَّغَب
آهٍ .. فما أحلى إمَاتـَـة ما بنا
حُـبًـا لمن وضع العوالم كلها
حبًا ... فناءً ... ما أراد المرءُ هيْنـًا ما أحب
***
" لـُعَـبُ الحياة " كثيرة ٌ
ولقد خسرتِ وأي خُسْـر ٍ يا رزان خسرتِه
خُسرٌ كبيرٌ ... عِرضَ أنثى ...
خبريني بعده ؟
أتَريْـنَ خُسرًا بعده ...
قولي ... فما قِـيَـمُ الحياة بدونِه ...
ما طعمُ أنثى دونـَـه ..
ما غنجها ؟
ما لون ُ أثمار ٍ تدلـَّـت فوقها؟
ما طعمها وأريجها؟
وحنانها أو غنجها؟!
فيها فتيتُ المسك نَتْنٌ ذائعٌ
وورودها لونٌ تلوَّنَ بالذي فيه النساءُ بعيدة ٌ
عما الإله أحلهُ

أضحى الجمالُ قباحة ً
وعليكِ جدُّ وقاحة ً
ذهَبُ الحياء ِ على ضفافك قد ذهَبْ
ماذا تبقى بعده ...
قولي لمنطيق الحسابِ
أفي حسابك في حسابي مخرجًا
سيردُّ مُتعبَ حُسْبَة ً:
لا والذي خلق السماء فلا حسابَ بما رأيتُ
ولا نتائجَ للذي طفِقتْ مقالمُه بحبر الجَهد جَهْـدَى تـُنتحَب

***

أين الرزانة والأمانة أينها
أترين ضاعت في الحداثة
والعصور الزائفات
وما حوت ساعاتها؟
تالله لم يَغْرُرْ فؤاديَ زيفها
وفراهة ُ العيْش النضير المقتضَب
أبداً يُحقـِّـرُ ما بها من مشهد وممثلٍ
عما قليلٍ سوف تطويه التُرَب
شيئان في الدنيا سماءُ نفوسنا ...
عِرضٌ وعز للنفوس
سواهما سيعيش قلبُ المرء في ذلٍ
ودنيا من علامات النَصَب
***
تحيا بلادي و" النبيه ُ" الـّذ (2) لمثلك قد حجب
هذا " النبيهُ " ومن بمثله فخرُ أوطان العرب
يا "نائبَ الشعب" العظيم تحية ً
عن كلِّ حر ٍ للمكارم ِ يبتغي
قـُـبَـلِـي على غُـرر الكِرام وحَسْـبُها
منها تنال مفاخرًا
وتتيه في جسد الشمائل ترتدي آلاءَ هذا المُكتَسَب
إن العفائف جوهرٌ أبدًا يعزُّ وجودُه
إن شئت نَوْلاً كن كمثله جوهرًا
لـُمـعُ الجواهر في الجواهر تُـرْتقـَب ...

****

كم من رزان في الرذائل يا رزان دخلنها
لكنهن ضمرن أحشاءَ الفضيحة في مشاهد عقلهم
ما بينت "قمراتهن" (3) كما أبانت قمرة ٌ هي من صنيعك
في يدي مَن هم شبيهك في الفعال
فلا تلومي الفاسقين لأنت هم ولـَهم لأنت
كلاكما ثوبٌ حرامٌ نسْجُهُ جَمْعٌ من الأنطاف
في رحِم ٍ خؤون ٍ عن جموع الطـُّهر خوفا قد هَرَب (4)


***


- مستفعلن مكمل مجملٌ وكامل
أراه بحراً عابقاً بكل ما حوى الشذى ـ

كمل الجمال من البحور الكامل

الكامل
الحاشية:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1) اطلع عليها الشاعر الكبير عبد الرسول معله رحمه الله ـ فنصحني بألا أضع هذه المفردة ووضعت وزنها وفاءً وحبا قبل في حياته ومماته.
2) نبيه الوحش ذلك الرجل المحامي الذي يكافح كل الأفعال الدنيئة، قام بتقديم بلاغ للنائب العام بعدم دخولها مصر ...
3) القمرة هي الغرفة المظلمة، وكان العالم العربي الحسن بن الهيثم قد تبحر كثيرا في علم البصريات ، مما كان له الفضل في تأسيس العلوم الحديثة للبصريات ، وقد تم إطلاق اسم موقع على سطح القمر تقديرا له باسم alhazen وكذلك تم تكريم اسم الحسن بن الهيثم عالميا في مواطن كثيرة، عطفا على ذلك فإن مصطلح (كاميرا) في اللغة الانجليزية مستوحى من اللاتينية camera obscura وهذه أخذوها بنفس معنى قمرة وتعنيان بالعربية ثم باللاتينية :الغرفة المظلمة.
4) أعيذ بالله نفسي من القذف إن كنت قذفتهم بما ليس فيهم.
*) أؤمن بإشباع الكاف فمثلها عندي كالهاء إن شئت أو لا

الاثنين، 12 ديسمبر 2011

توني بلير والأحذية .. والبيض

أول أمس ذهب توني بلير لتوقيع

مذكراته ـ السوداء - في كتابه ـ الأسود ـ "رحلة"

فإذا بأحرارٍ من إيرلندا يهيلون عليه الأحذية

ـ أعزكم الله ـ والبيض فإذا بالقصيدة هذه تنبجسُ



إلى أحرارِ "إيرلندا" سلامي

ووُدِّي وابتْهاجي وابتسامي


لأحذيةٍ رَموْها فوق "توني"

وبعضِ البيضِ في رَكْبٍ زِحام ِ


كصنوكَ يا "بليرُ" أ ُهِنتَ نـَــعــلاً

فأنـْعِمْ بالمُهينِ وذا المَقام ِ


فهل يجزيكَ بوشُ اليومَ شيئاً

وهل ينجيكَ من هذا الخصام ِ


حَصادَك فاجْنِ هيا قمْ تـَعلَّمْ

بأن المكرَ يرجع للئام ِ


يمينكَ ما فعلتَ اليومَ تـُجْزى

فذق يا صاحبَ الجيش ِ (1) اللهام ِ


فأين البوشُ حين ضـُربتَ "توني"

أراك اليومَ مضْحَكَة َ الكِرام ِ


ذهبت َ لـرحلة ِ التاريخ تـُلقي

فألقاكَ الحِذاءُ بكلِّ (2) ذام ِ


"براقشُ فوق مـُهجتها تجنتْ"

فذاقت ما جنته من (3) الحِمام ِ


كتابُكَ " رحلة ٌ" خزيٌ وعارٌ

عَلَتْ صفحاتِه ِ حـُبُكُ الـظـَّلام ِ


كأنك "فيدلٌ" (4) أو أنت (5) "غندي"

كأنك "ناصرٌ" (6) عالي المقام ِ


كأنك للورى أهديتَ صُنعاً

به الدنيا أقامتْ بالسلام ِ


فهلا تستحي إن رمت صمتاً

وتمكث في حوانيتِ القـِزام ِ


علوتَ العرشَ لكنْ ما استقامت

لك العزَماتُ في أفق العِظام


فليتك ما أتيت ولا أتينا

إليك بذا القصيد على التمام








الحاشية ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) الجيش اللِّهام هو الجيش العظيم.

(2) الذام العيب.

(3) الحمام الحرب.

(4) فيدل كاسترو هو زعيم الثورة الكوبية الذي شغل العالم طوال تسعة وأربعين عاما وهو من الزعماء المعدودين العظماء.

(5) غاندي هو المهاتاما هو الزعيم الروحي للهند، والزعيم الروحي الثورة السلمية التي أدت إلى استقلال الهند عن بريطانيا

(6) ناصر ... وهل يـُعقل من القارىء العربي الأصيل أن نزوده بمعلوماتٍ عن القائد العربي العظيم جمال عبد الناصر؟